ما هو الممنوع من الصرف؟
تتميَّز اللغة العربية بقواعدها النحوية التي تعدُّ أحد منابع ثراها وتنوعها اللغوي، ومن أبرز هذه القواعد “الممنوع من الصرف في العربية”، ولعلَّ كثيرًا من الدارسين يظنُّ بأنها من القواعد الصعبة ولكنَّها لا تحتاج إلا بعض الفهم العميق والتركيز.
والممنوع من الصرف هو الاسم الذي لا يلحق به التنوين سواء كان تنوين النصب أو الرفع أ الجر، ليصبح معنى الصرف هو التنوين، كما أنَّه اسم يُجرُّ بالفتحة بدلًا من الكسرة، ويأتي هذا المنع لأسباب عدَّة، سنتعرف عليها في هذا المقال.
حالات الممنوع من الصرف
هناك حالاتٌ عدَّة للممنوع من الصرف في العربية، والتي يمكن أن نعدُّها أسباب منع الاسم من الصرف أو التنوين ونذكرها لكم تباعًا فيما يأتي:
- يُمنع الاسم الذي في آخره ألف ونون زائدتان من التنوين، ومثال ذلك الأسماء: عدنان، سرحان، عثمان، لقمان.
- يُمنع اسم العلم الذي يأتي على وزن “فُعَل” من التنوين، ومثال ذلك الأسماء: عُمَر، زُحَل، مُضَر.
- يُمنع الاسم من التنوين إذا كان اسم علم مؤنث، ومثال ذلك في أنواع ثلاثة للاسم أولها: الاسم المؤنث تأنيثًا لفظيًا فقط وهو مذكر في الأصل مثل: عنترة ومعاوية، وثانيها: الاسم المؤنث تأنيثًا معنويًا أي اسم مؤنث حقيقي، ومثاله: زينب، سعاد، وثالثها الاسم المؤنث لفظًا ومعنى ويكون هنا منتهيًا بتاء التأنيث المربوطة مثل: فاطمة، سمية.
- يُمنع الاسم من التنوين إذا كان اسمًا أعجميًا، مثل: إبراهيم، إلياس، حمص، حلب، مصر.
- يُمنع الاسم من التنوين إذا كان اسمًا مركبًا تركيبًا مزجيًا، ومثال ذلك: حضرموت، يزدجرد، بعلبك.
- يُمنع الاسم من التنوين إذا كان على وزن الفعل، أي أنَّ الكلمة تصلح أن تكون اسمًا وفعلًا، ومثال ذلك: أحمد.
- يُمنع الاسم من التنوين إذا جاء اسمًا على صيغة منتهى الجموع، ومثال هذه الأوزان: مَفَاعِل (معامل)، مَفَاعِيل (مصابيح)، فَعَائِل (رسائل)، فَواعِل (جواهر).
- يُمنع الاسم من التنوين في حال كان اسمًا لغير علمٍ مختومًا بألف التأنيث الممدودة وبعدها الهمزة، مثال ذلك: حسناء، صحراء، حيفاء.
الصفة الممنوعة من الصرف
وهناك صفاتٌ تُمنع من التنوين سنذكرها مع أسباب منعها وأمثلة عليها فيما يأتي:
- أولًا: إذا جاءت الصفة على وزن فعلان، بشرط ألا تلحق التاء بمؤنثه، ومثال ذلك: عطشان، مؤنثه عطشى.
- ثانيًا: تُمنع الصفة من التنوين إذا جاءت على وزن أَفعَل، ومثال ذلك: أكبر، أحسن، أفضل.
- ثالثًا: تُمنع الصفة من التنوين إذا جاءت عددًا مُصاغًا من وزن مَفعَل أو فُعَال، وذلك في الأعداد من واحد إلى عشرة، ومثال ذلك: مَثنى، رُباع.
- رابعًا: وهو سببٌ يتعلَّق بكلمةٍ واحدةٍ فقط وهي كلمة أُخَر.
الممنوع من الصرف لعلتين
ذكرنا فيما سبق كل حالات الممنوع من الصرف في العربية، ولكننا هنا سنصنفها بطريقةٍ أُخرى، وهو ما مُنع من الصرف لعلتين وليس لعلَّةٍ واحدة، أي لسببين:
- ما يُمنع من الصرف لأنَّه اسم علم وعلَّة أُخرى كأن يكون على وزن الفعل مثل: أحمد، أو اسمًا مركبًا تركيبًا مزجيًا مثل: بعلبك، وغير ذلك من العلل.
- ما يُمنع من الصرف لكونه صفة مع علَّة أُخرى كأن يكون صفة على وزن أفعل مثل: أفضل، أو صفة مزيدة بألف ونون مثل: عطشان، وغير ذلك من علل الممنوع من الصرف.
إعراب الاسم الممنوع من الصرف
هناك قاعدة أساسية لإعراب الممنوع من الصرف في العربية، وهناك حالةٌ شاذة فيها سنذكرهم فيما يأتي:
- يُرفع الاسم الممنوع من الصرف بالضمة، ويُنصب بالفتحة كسائر الأسماء مثال ذلك:
رأيتُ سعادَ، سعاد: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
قال عُمَرُ، عُمر: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. - يُجرُّ الاسم الممنوع من الصرف أو التنوين بالفتحة بدلًا من الكسرة، ومثل ذلك:
مررتُ بأحمدَ، أحمد: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة نيابةً عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. - يمكن أن يُجرَّ الاسم الممنوع من الصرف بالكسرة في موضعين وهما:
- إذا كان الاسم مقرونًا بأل التعريف، ومثاله: كتبت بالقلم الأحمرِ، الأحمر: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة.
- إذا كان الاسم مُضافًا، ومثال ذلك: كتبتُ بقلمٍ أحمرِ اللون، أحمرِ: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة.
- إذا كان الاسم مقرونًا بأل التعريف، ومثاله: كتبت بالقلم الأحمرِ، الأحمر: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة.
أمثلة على الممنوع من الصرف
سنذكر فيما يأتي مجموعةً من الأمثلة على الممنوع من الصرف في العربية من الشعر العربي:
- قال أبو فراس الحمداني:
لِإِسمَاعيلَ بي وَبَنيهِ فَخرٌ وَفي إِسحَقَ بي وَبَنيهِ عُجبُ
- قال الأخنس بن شهاب التغلبي:
ظللت بها أعرى وأشعر سخنة كما اعتاد محموما بخيبرَ صالب
- قال أبو صخر الهذلي:
دعائمُ من أمّية راسيات ثبتن وفرعهنّ أشمُّ عالي
- قال أحمد شوقي:
خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُر
- قال الفرزدق:
على ريح عبد ما أتى مثل ما أتى مصلّ ولا من أهل ميسانَ أقلف
- قال متمم بن نويرة:
وبلّغ أخي عمرانَ بردي ومئزري وبلّغ عجوزي اليوم ألّا تدانيا
قاعدة الممنوع من الصرف في تمكين العربية
يقدِّم لك تطبيق “تمكين العربية من ألف بي” تجربةً مثاليَّةً لتعلُّم قاعدة الممنوع من الصرف في العربية، بحيث يشرح لك القاعدة بطريقةٍ مبسَّطة ويجعلك تختبر نفسك بورقة عملٍ نهائية، لتتمكن من القاعدة ولثبتها في عقلك، وتتعامل معها بكلِّ سهولة، فالتدرُّج في تعلُّم القاعدة يعطيها سهولةً وثباتًا، وفيما يلي مجموعةً من صور واجهة الدرس في التطبيق، لا تتردد في تسجيل الدخول إلى التطبيق، واستمتع برحلةٍ تعليميَّة ممتعةٍ ومثمرة.
ختاما
إنَّ قاعدة الممنوع من الصرف في العربية، قد توحي بالصعوبة واستحالة الفهم، ولكنَّها بسيطة جدًا، تحتاج من الدارس بعض التركيز واستثمار الأمثلة، والتدرُّب على الإعراب بشكل دوريِّ ومراجعة القاعدة الرئيسية باستمرار، وعلم العربية علمٌ تراكمي يأتي بعد دراسة مطولة وتكرار وفهم، ولا يكفي فيه الدراسة مرة واحدة فحسب، فذلك أدعى لنسيان القواعد.







