ما أهمية علامات الترقيم في اللغة العربية؟
لم تكن علامات الترقيم يومًا حملًا ثقيلًا على اللغة العربية؛ بل كانت دائمًا سببًا في توضيحها وزيادة فهمها؛ فهي علامات وُضعتْ لتكون سببًا في توضيح معنى الكلام وزيادة الترابط بين كلمات وجُمل النص المقروء أو المسموع، ولتجعل النص أكثر سهولة وراحة في القراءة والاستماع؛ ولذلك فمن المنطقي أن يقع النص الخالي من علامات الترقيم في الغموض في بعض مواضعه.
وإضافة إلى ذلك تكمن أهمية علامات الترقيم أيضًا في ترتيب أفكار النص وضبطها ضبطًا مناسبًا لتصل إلى القارئ والمستمع بالطريقة التي يريدها الكاتب تمامًا، وسوف يوضح هذا المقال تعريف علامات الترقيم ومن هو العالم العربي الذي وضعها، وسيقدم أيضًا تفصيلًا كاملًا عن هذه العلامات ومواضع استخدامها.
تعريف علامات الترقيم
علامات الترقيم في اللغة العربية هي علاماتٌ تُرسم بين الكلمات والجمل لتكون سببًا في فهم النص وتوضيح أفكاره، فهي مهمة وضرورية لمعرفة مواضع الوقف والفصل والوصل بين الجمل، وبالتالي تحديد وتوضيح المعنى المُراد من الجملة بصورة أفضل.
فالنصُّ الذي يخلو من علامات الترقيم هو نص ضائع إلى حد كبير، تظهر عليها علامات الغموض وضياع وتَشتّت بعض الأفكار، لذلك كان وجود هذه العلامات في النص أمرًا ضروريًا لما تقدمه للنص من حسن تنسيق وترتيب للأفكار الواردة فيه.
من هو واضع علامات الترقيم؟
لم تكن علامات الترقيم في اللغة العربية معروفةً قبل القرن العشرين، حيث قام أحمد زكي باشا بن إبراهيم بن عبد الله النجار بوضع هذه العلامات في رسالته التي عنونها (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية) والتي هي من تحقيق العلامة عبد الفتاح أبو غدة والمطبوعة سنة 1911م.
وقد استند السيد أحمد زكي باشا في إدخال هذه العلامات إلى اللغة العربية على ما جاء عن علماء الغرب؛ فقد رأى واستشعر حاجة الكاتب والقارئ العربي إلى رموز أو علامات خاصة تسهّل فهم النص العربي، ويقول في هذا الشأن:
“دلت المشاهدة وعززها الاختبار على أن السامع والقارئ يكونان على الدوام في أشد الاحتياج إلى نبرات خاصة في الصوت أو رموز مرقومة في الكتابة يحصل بها تسهيل الفهم والإدراك.”
علامات الترقيم في اللغة العربية واستخداماتها
توجد العديد من علامات الترقيم في اللغة العربية، ولكلِّ علامةٍ من هذه العلامات استخداماتها الخاصَّة، وفيما يأتي نظرة على كافة هذه العلامات مع استخدامات كل علامة منها:
الفاصلة (،)
توضع الفاصلة بين الجمل القصيرة التي تتصل فيما بينها بالمعنى، وبين التفريعات المتعاطفة، وبين التراكيب الطويلة في الجملة المديدة، وبين المنادى وجواب النداء، وبين القسم وجوابه، وقد ترد في الشعر أو في النثر، مثل الجمل الآتية:
- من أركان الإسلام إقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة.
- نفس المؤمن طيبة، ولا تعرف الكراهية.
- يا محمد، اسع بين الناس بالخير.
- والله، لن أترك داري.
النقطة (.)
تقع النقطة في اللغة العربية في ختام الكلام الذي تمَّ به المعنى، وفي نهاية البحث أو الفقرة وفي نهاية بيت الشعر، مثل:
- الدين النصيحة.
الفاصلة المنقوطة (؛)
هي من أهم علامات الترقيم، وتقع بين جملتين ثانيهما سبب للأولى، وتقع أيضًا قبل الجملة التي يكون فيها تمام الفائدة للكلام الذي قبلها، مثل:
- على الطلاب الحضور باكرًا؛ أي: قبل أن يصل الأستاذ إلى الصف.
- تقع قبل هذه الكلمات غالبًا: (لذلك، لأجل، لذا، ومن ثمَّ، لِـ، لأنَّ، لأنَّه، حيث إنَّ، ولذا…).
النقطتان (:)
تأتي النقطتان بعد القول وما يشبه القول، وقبل التعريف بشيء ما وبين الشيء وأقسامه، مثل:
- قال: غدًا أراك.
- في الخريطة أربع جهات: الشمال والجنوب والشرق والغرب.
- الظل: هو الظلام الذي يسببه الجسم عندما يحجب الضوء ويمنعه من الوصول إلى السطح.
النقاط الثلاث (...)
توضع النقاط الثلاث لتدلَّ على كلام محذوف أو معروف أو ساقط من الجملة، مثل:
قال الجاحظ: “الدليل على أن استخدام العصا ذو أصل كريم وشريف هو اتخاذ نبي الله سليمان عليه السلام لها لخطبته وموعظته…”.
علامة الاستفهام (؟)
توضع إشارة أو علامة الاستفهام بعد السؤال، مثل:
- ما عملك؟
- ماذا تريد؟
- أأنت مريض؟
علامة التعجّب (!)
تقع هذه العلامة بعد الجملة التعجبية فقط، ويمكن وضعها بعد النداء وبعد الأمر والنهي:
- ما أحلى أيام الشتاء الباردة!
- وامعتصماه!
الشرطتان (- -)
تُحصر بهما الجملة الاعتراضية في الكلام، مثل:
- مات والده –رحمه الله- في يوم صعب.
النجمة (*)
توضع النجمة في الحواشي لتوضيح بعض الكلمات الواردة في النص أو للتعريف بشخص ورد اسمه في النص أو بعنوان معين، وقد توضع ثلاث نجمات لتكون فاصلًا بين الموضوعات المتباينة لتفصل بين العنوانات الفرعية في المبحث الواحد.
القوسان المعقوفتان [ ]
ويُقال المعقوفان أو الحاصرتان، وتوضعان في النص للدليل على ما زاد المحقق أو الباحث على النص، وتوضعها أيضًا لتوضيح شيء في النص بكلام ليس في النص، مثل:
- أبو العلاء المعري [شاعر وفيلسوف عربي مشهور] المولود في معرة النعمان شمال سوريا.
علامتا التنصيص " "
توضع علامتا التنصيص لحصر الكلام المنقول دون تعديل أو تغيير، مثل:
- قال رسول الله –صلّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف: “لا ضرر، ولا ضرار”
القوسان أو الهلالان الكبيران ( )
يحصر بينهما الكلام الذي يفسر كلمة غامضة، وتُحصر بينهما الأرقام أيضًا، مثل:
- قال ابن منظور: “ولا يجوز أن تقول: (بنات بحر) بالحاء المهملة؛ إنما هي بالخاء المعجمة”.
- انتهت الحرب العالمية الثانية عام (1945م)
الهلالان المزهّران { }
تُحصر بهما الآيات القرآنية الكريمة، مثل:
- بسم الله الرحمن الرحيم: {قل هو الله أحد}.
الشَّرطة –
تقع بعد الأرقام التي تكون تعدادًا لعناصر معينة في فكرة واحدة مترابطة؛ فتفصل بين الرقم والكلام، مثل:
- الاسم.
- الفعل.
- الحرف.
ثبت القاعدة في ذهنك باستخدام تمكين
إنَّ دراسة أيّ قاعدة في اللغة العربية يحتاج إلى تثبيت وتركيز من خلال أمثلةٍ واختبارات تعزز من فهم المعلومة، وهذا ما يقدِّمه تطبيق “تمكين العربية من ألف بي”، فهو يقدِّم لك درسًا متكاملًا في علامات الترقيم، مع أمثلة استماع وأوراق اختبار، وهو مناسب لكل الأعمار ففيه منهاج شامل بمستوياتٍ مختلفة، لا تتردد في الدخول لتمكين واصنع فرقًا واضحًا في لغتك العربية، وإليك في الصورة نموذج واضح عن واجهة تمكين لدراسة الإملاء وقواعد الكتابة السليمة، وبشكل خاص علامات الترقيم التي تعدُّ من أهم المهارات للكتاب والمتعلمين.
ختاما
وفي الختام لا بدَّ من القول إنَّ إتقان كتابة علامات الترقيم في اللغة العربية في أماكنها الصحيحة أمر في غاية الأهمية؛ ليكون الكاتب قادرًا على كتابة نص محكم البناء، وعلى الرَّغم من أنَّها دخلت على اللغة العربية في القرن الماضي، إلَّا أنَّها صارت ذات أهمية كبيرة في النص العربي، وللتعرف أكثر على هذه العلامات وتعلّم كتابتها بالطريقة الصحيحة، استخدموا تطبيق تمكين الذي سيقدم لكم معلومات قيمة عن هذه العلامات.



